دانلود جدید ترین فیلمها و سریالهای روز دنیا در سایت 98Movies. اگر در جستجوی یک سایت عالی برای دانلود فیلم هستید به این آدرس مراجعه کنید. این سایت همچنین آرشیو کاملی از فیلمهای دوبله به فارسی دارد. بنابراین برای دانلود فیلم دوبله فارسی بدون سانسور نیز می توانید به این سایت مراجعه کنید. در این سایت امکان پخش آنلاین فیلم و سریال همراه با زیرنویس و فیلمهای دوبله شده به صورت دوزبانه فراهم شده است. بنابراین برای اولین بار در ایران شما می توانید فیلمهای دوبله شده را در تلویزیونهای هوشمند خود به صورت دوزبانه و آنلاین مشاهده نمایید.
التاريخ : 2024-11-10

جرادات تكتب : إنتخابات الرئاسة الامريكية والنوع الاجتماعي (الجندر)

الراي نيوز  -  إن الأسئلة المُتعلقة بالأسباب وراء عدم فوز المرشحة كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2024 تكتسب أهمية خاصة نظرا لأن الجميع تقريبا توقع أو تنبأ بفوزها، وحتى الذين لم يتوقعوا فوزها تفاجأوا بحجم خسارتها لهذه الانتخابات. فعلى سبيل المثال، معظم استطلاعات الرأي ذات الطابع شبه العلمي كانت إما تتوقع فوزهاريس أوعلى الاقل تتوقع أن المنافسة ستكون محتدمة جدا بحيث تُحسم بأصوات قليلة في بعض الولايات المتأرجحة، حيث لم يتوقع أي استطلاع هذا الفوزالكاسح لترامب. وكذلك نفس الشيء حصل مع أستاذ التاريخ الأمريكي ألين ليختمان والمعروف باسم"نوستراداموس الانتخابات" الذي نجح في توقع نتيجة 9 من أصل 10 انتخابات أمريكية أجريت منذ عام 1984،حيث توقع فوزهاريس في هذه الانتخابات. ولقد علق على عدم فوزها بعد ظهور النتائج بأنه "لا يفهم ذلك ابدا" خاصة وان توقعاته تعتمد على مقياس خاص بمفاتيح البيت الأبيض والذي يتضمن 13 مؤشرنوعياً.الأمر نفسه يتكرر مع المسلسل الكوميدي "عائلة سمبسون" الذي تنبأ كذلك بفوز هاريس في هذه الانتخابات،علما بأن هذا المسلسل معروف لدى الجميع بصدق تنبئواته في الكثير من الأحداث المستقبلية على مدار 35 عاما، حيث أُعتبرت هذه هي المرة الأولى التي يُخطئ فيها هذا المسلسل في تنبئواته. أضف إلى ذلك أنه على المستوى العربي تنبأ كل من ميشيل حايك وليلى عبد الوهاب بفوز هاريس بهذه الانتخابات. أماعلى المستوى الوطني فقد تنبأ الصحفي المبدع باسم سكجها بصورة شبه يقينية بفوز هاريس.
الحقيقة أن هناك الكثير من العوامل التي يمكن أن تُساق لتفسير هذه الخسارة غيرالمتوقعة لهاريس في هذه الانتخابات، مثل قصرمدة الحملة الانتخابية لها (أقل من أربعة شهور) وبالتالي عدم تمكنها من التخلص من شبح الرئيس الأمريكي بايدن الذي تدنت شعبيته إلى مستوى غير مسبوق خاصة بعد أن بدأ يفقد جزءاً من تركيزه في الأونة الأخيرة. ومن بين العوامل الأخرى التي يمكن أن تُساق موقف الادارة الأمريكية من حرب الإبادة غير المسبوقة التي تتعرض لها غزة، إضافة الى عوامل اخرى مثل تلك المتعلقة بالاقتصاد الامريكي وسياسات الديمقراطيين نحو الهجرة.
لكن وعلى الرغم من أن هذه العوامل لا يمكن استبعادها، إلا أنه من وجهة نظري المبنية على بعض الملاحظات والانطباعات الأولية فإن العامل المتعلق بالنوع الاجتماعي(الجندر) للمرشحة هاريس ساهم مع العوامل الأخرى بتحديد هوية الفائز في هذه الانتخابات. وأعتقد هنا أن العامل الجندري لم ينال بعد الأهمية الكافية من التحليل والتدقيق في هذه الانتخابات على الرغم من أنه من العوامل الفاعلة والمؤثرة في الكثير من الظواهر الاجتماعية والسياسية. وفي ضوء ذلك، فإنه يبدو لي أنه ومن منظور جندري فإن المجتمع الأمريكي بتركيبته الثقافية غير المتجانسة نسبيا مقارنة بغيره من المجتمعات الغربية لم يصل بعد إلى المرحلة التي يتقبل فيها أن تكون "إمرأة" رئيسة له بصرف النظرعن كفائتها وقدراتها الموضوعية لهذا المنصب. وهذا المنظور يمكن الاستدلال عليه من أن بعض الأمريكيين من أصول غير انجلوسكسونية لا تزال تسيطرعليهم القيم والاتجاهات المحافظة والتي بدورها تؤثر في نظرتهم للمرأة وتحدد بالتالي سلوكهم الانتخابي نحو المرأة. فمثلا، الامريكيين من الجاليات العربية المسلمة ذو الطابع المحافظ في ولايات مثل ميشغان وجورجيا واريزونا لم تمنح هاريس نفس الدرجة من الثقة التي تم منحها مسبقا للرئيس بايدن في انتخابات عام 2020. ففي انتخابات عام 2020 فازالرئيس بايدن بولاية ميشغان بفارق 154,000 صوتا والتي كان لأصوات المسلمين الأمريكيين في هذه الولاية الأثر الواضح في فوزه. هنا، قد تكون، كما أشرنا سابقا، حرب الإبادة غيرالمسبوقة التي تعرضت لها غزة وموقف الادارة الامريكية منها لعبت دورا في عدم التصويت لهاريس، إلا أنه لا يمكن استبعاد دورالعامل الثقافي بخصوص النظرة الى المرأة. والامر نفسه ينطبق على الناخبين الأمريكيين من الأصول اللاتينية الذين يتسمون أيضا بالطابع المحافظ نسبيا والذين يشكلون نسبة لا بأس بها في عدد من الولايات والذين اتضح انهم مالوا في انتخابات عام 2024 للتصويت لصالح ترامب علما بأنهم في انتخابات عام 2020 كان ميلهم الانتخابي واضحا باتجاه الرئيس بايدن. أما بالنسبة لفئة الأمريكيين من أصول أنجلوسكسونية، فإن هناك نسبة لا يستهان بها منهم لا تزال تحتفظ بقيمها واتجاهاتها المحافظة التي تؤثربسلوكهم الانتخابي تجاه المرأة بصرف النظرعن اهليتها وكفائتها. وهذه الفئة تتجه عادة إلى إخفاء أوالتردد في الإفصاح عن موقفها هذا لأسباب تتعلق بعدم رغبتها بالوسم بأنها متحيزه ضد المرأة. وهذا قد يفسر أنه وحسب المسوحات البعدية التي أجريت على الذين ادلوا بأصواتهم في هذه الانتخابات فإن حوالي 50% فقط من النساء على المستوى الوطني صوتوا لصالح هاريس. وهذه النسبة هي أقل بكثير مما كان متوقعا في ضوء المواقف المتباينة لكلا المرشحين من قضايا المرأة وحقوقها، وفي ضوء ما أُثير في الإعلام الأمريكي وفي المحاكم الأمريكية من قضايا ضد ترامب تتعلق بحالات التحرش الجنسي وغيرها من انواع السلوك غير المبرر اتجاه المرأة.
إن هذه الملاحظات المتعلقة بالتوجه الثقافي المحافظ لدى بعض فئات المجتمع الأمريكي وما يرتبط بهذا التوجه من قيم واتجاهات تتعلق بالمرأة ومكانتها وادوارها السياسية لا تساهم فقط في تفسير جزء من الأسباب وراء عدم فوز هاريس في هذه الانتخابات، بل تساهم أيضا في فهم الأسباب وراء حجم ودرجة الخسارة التي ُمنيت بها هاريس والتي كانت مُعاكسه لجميع التوقعات والتنبؤات بهذا الخصوص. ومما يؤكد هذا التفسير ان هاريس كانت برأي معظم المراقبين متفوقة على ترامب في المناظرات الرئاسية التي أجريت بينهما قبل هذه الإنتخابات.وهذا تماما ما حصل أيضاً مع المرشحة السابقة لانتخابات الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون في عام 2016 التي خسرت كذلك الانتخابات الرئاسية لصالح ترامب على الرغم من تفوقها عليه في المناظرات الرئاسية التي جرت قبيل تلك الانتخابات.
الخلاصة، إن المجتمع الأمريكي وعلى الرغم من الانطباع العام السائد بأنه و بصورة نسبية أكثر تحررا على المستوى الثقافي من المجتمعات الأوروبية، إلا أنه في واقع الحال لم يصل بعد إلى حالة من التحرر الكافي في نظرته للمرأة وأدوارها ومكانتها لكي يقبل أن تكون إمرأة رئيسة عليه. وبالتالي يبدو أن المجتمع الأمريكي لم يقتنع بعد أنه مستعدا ثقافيا لكي يكون مرؤساً بامرأة حتى وإن كانت مؤهلة لذلك و قادرة عليه. فالملاحظ أنه وعلى الرغم من أن المرأة الأمريكية سبقت الأوروبية في محاولات الترشح لمنصب الرئاسة، إلا أنها رغم محاولاتها هذه والتي تمتد لأكثر من 150 عاما لم تنجح بعد في الوصول إلى هذا المنصب. إن تجربة كل من كلينتون وهاريس اللتان تهيأت لهما ظروف سياسية قد تكون غير مسبوقة واللتان تم توقع فوزهن من الجميع هي ظاهرة تستحق مزيدا من الدراسة والتحليل من منظور جندري. وهذا المنظور يرتكز على اساس أن نسبة مؤثرة من الناخبين الأمريكيين"رجالا و نساء" غير مستعدين بعد "ولإعتبارات ثقافية و قيمية" لمنح ثقتهم للمرأة للفوز بالرئاسة الأمريكية لكونها امرأة بصرف النظرعن العوامل الموضوعية الأخرى التي قد تتميز بها. لهذا، فأعتقد أن العامل المتعلق بالنوع الاجتماعي(الجندر) يستحق أن يكون واحدا من المؤشرات أوالمفاتيح الخاصة بالوصول إلى البيت الأبيض. وبالتالي فإن هذا العامل يجب أن يُأخذْ مستقبلا بعين الاعتبار من قِبل المهتمين بتوقع نتائج الانتخابات الأمريكية من أمثال المؤرخ الأمريكي المعروف ألين ليختمان وغيره.
د.منيرة جرادات
رئيس قسم اللغة الانجليزية و الترجمة
جامعة جدارا
عدد المشاهدات : ( 1038 )
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع 'الرأي نيوز' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .